تنطلق غداً الإثنين حملة إلكترونية دولية بعنوان "إطلاق سراح الأطفال المعتقلين في سجون الاحتلال". وبلغ عدد حالات الاعتقال منذ بداية انتفاضة القدس، أكثر من 1500 طفل فلسطيني من جميع الأراضي الفلسطينية المحتلة، 430 طفلاً منهم يقبعون الآن في معتقلات الاحتلال. وشهدت الشهور الماضية، ارتفاع وتيرة الاعتقالات في صفوف الأطفال الفلسطينيين؛ حيث وصل عددهم إلى نحو 1500 حالة اعتقال خلال ثلاثة شهور، وفقاً لنادي الأسير، حيث يتعرّض الأطفال لانتهاكات من قبل قوات ومحققي الاحتلال في مراكز التوقيف أو داخل السجون الإسرائيلية. وقال عبد الله زغاري، الناطق الإعلامي باسم نادي الأسير الفلسطيني لـ "قدس برس" إن الهدف من الحملة هو "إرسال رسائل للأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، للضغط عليه من أجل إطلاق سراح الأسرى الأطفال من داخل معتقلات الاحتلال، وتخفيف معاناتهم داخل السجون". وشرح "زغاوي" تفاصيل معاناة الأسرى الأطفال، مؤكدا أنهم يتعرضون للعديد من الانتهاكات تمكّنا من معرفة طبيعتها من خلال المحامين الذين زاروا هؤلاء الأطفال في مراكز التوقيف، وأدلوا بشهادات أكدوا فيها أن الاطفال "تعرّضوا للتعذيب النفسي والجسدي، والضرب والتنكيل، والابتزاز والتهديد، وعدم توفير ما يلزمهم من احتياجات وأغطية في هذا الشتاء البارد". وأكد زغاري أن الحملة الإلكترونية التي ستنطلق غداً، تأتي استكمالاً للحملة السابقة، لذلك قرّرنا أن تكون الحملة القادمة عبر وسائل التواصل الاجتماعي تحت شعار "إطلاق سراح الأسرى الأطفال"، وانطلاق عدد من الهاشتاغات، منها الهاشتاغ الذي لقي رواجاً وتفاعلاً واسعاً #FreeAhmadManasrah. الطفل "مناصرة" عنوان الحملة والطفل أحمد مناصرة (13 عاماً) الذي ينسب له هاشتاغ الحملة، موقوف الآن داخل سجون الاحتلال بحجة محاولته تنفيذ عملية طعن بالقرب من مستوطنة "بيسغات زئيف" المقامة على أراضي بلدة بيت حنينا شمال القدس المحتلة، واستُشهد في الحادثة ذاتها ابن عمّه الطفل حسن مناصرة والذي ما زال الاحتلال يحتجز جثمانه منذ (15/10). وبعد أسابيع قليلة من الحادثة، تناقلت صفحات عبر مواقع التواصل الاجتماعي شريط فيديو بشكل لافت، يُظهر ما تعرّض له الطفل أحمد مناصرة داخل أحد المراكز التابعة للاحتلال الإسرائيلي من تحقيق قاسٍ وتعذيب نفسي أثناء استجوابه والتحقيق معه حول عملية الطعن من قبل ثلاثة محققين. وظهر "مناصرة" في الفيديو وهو يقول: "مش متذكر"، لتصبح هذه العبارة هي مفتاح الحملة الإلكترونية آنذاك، والتي أطلقها نشطاء عرب وأجانب مغرّدون عبر "فيس بوك" و"تويتر" بشكل عفوي، وحظي هاشتاغي (#مش ـ متذكر) و#FreeAhmadManasrah بتفاعل دولي مع قضية "مناصرة". وسائل التواصل مدعوة للضغط على الاحتلال وأشار "زغاري" إلى أن الحملة، ستنفّذ بالتعاون مع وزارة التعليم وجمعية راجع للعمل الوطني، وعدد من مؤسسات المجتمع العربي والدولي المهتمين باعتقال الأطفال أو الانتهاكات التي يتعرّضون لها، وتوقع أن يشارك عدد كبير من المغرّدين، مشيرا لأهمية وتأثير وسائل التواصل الاجتماعي على الاحتلال "للضغط عليه وثنيه عن استمرار اعتداءاته بحق شعبنا وأطفالنا". وقال الناطق الإعلامي باسم نادي الأسير، إن حجم المعاناة التي يتعرض لها الأسرى الأطفال، تتطلب التكاتف من الجهات المعنية وغير المعنية، لأنّها إحدى أقوى الوسائل للضغط على الحكومات والمؤسسات المحلية والدولية للالتفات إلى معاناة الشعب الفلسطيني بشكل عام وخاصة الأسرى الأطفال داخل السجون الإسرائيلية. ومنذ بدء انتفاضة القدس، استشهد 26 طفلاً من مدينة القدس المحتلة والضفة الغربية وقطاع غزة، منهم من ارتقى برصاص الاحتلال بعد ادّعاءات بمحاولتهم تنفيذ عمليات طعن لجنود أو مستوطنين، ولا تزال جثامين عدد منهم محتجزة لدى سلطات الاحتلال.